يعد ''توصيل المليار القادم'' من مستخدمي الهاتف المحمول بالإنترنت هو مركز استراتيجية التطوير في شركة نوكيا، لكن الانخفاض الحاد في المبيعات بسبب الأسواق الناشئة مثل الصين، يؤكد الحقيقة المثبطة للآمال وهي أن العملاء يختارون التليفونات المنافسة للدخول على الإنترنت.
ويواجه الآن مصنع التليفونات كاملة التصنيع تحديات عبر مجموعة الأجهزة المحمولة الخاصة به والمناطق الذي لها سوق بها، وليس على الأقل في محاولاته غير المنظمة لاستعادة حصته في الجزء الكبير من السوق من ''أبل'' و''سامسونج'' عن طريق جهازه لوميا المعتمد على الوندوز الذي أُصدِر أخيرًا.
واعترف ستيفن إلوب، المدير التنفيذي للشركة، بالنتائج ''المختلطة'' لدرجة أنه أعلن أرباح الربع الأول وتعهد ببذل جهود أكثر.
وكان موضوع التليفونات غير الذكية المزودة بأقل بكثير من تكنولوجيا التليفونات الذكية، والتوسع في الأسواق الناشئة في جوهر تطور ''نوكيا'' من شركة مضطربة تبيع المنتجات التي من بينها حذاء البوت المطاط في أوائل التسعينيات لكي تصبح الشركة الرائدة في العالم في صناعة الهواتف المحمولة من حيث الحجم، وهذه مكانة قد تفقدها هذا العام لمصلحة ''سامسونج''.
وعلى نحو مقلق، انخفضت أسهم ''نوكيا'' لتغلق عند المستوى الذي عرف قبل إعادة الهيكلة السابقة، والتي كانت قصة نجاح كتيب والذي سينبغي لها أن تصدره من جديد لإقناع المستثمرين بمستقبلها.
وأثارت النتائج سؤالا هو هل يمكن لسمعة ''نوكيا'' المعروفة بجودتها الموثوق بها أن تنجح في التعامل مع تحدي المنافسة المتطورة الأرخص والتكنولوجيا المتزايدة من المصانع الآسيوية، بأسعار أقل وأهداف ربحية؟ ليس في الصين وحدها، حيث انخفضت هناك المبيعات بنسبة 70 في المائة في الربع الأول لعام 2012 لتصل إلى 577 مليون يورو، كما انخفضت المبيعات أيضًا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بمعدل الخمس.
ويقول بيرري فراجيو، محلل لدى برنستاين، إن سوق الهواتف غير الذكية ـ التهمها التوسع السريع للهواتف الذكية الأرخص سعرًا مثل الهواتف المقدمة من Huawei ،ZTE.
وأضاف: ''إنني قلق بشأن استمرار هذه الظاهرة في تحطيم مبيعات ''نوكيا'' لبعض الوقت، لأن الشركة ليس لها أي منتج لهاتف ذكي موثوق به يباع بسعر رخيص.
قللت منافسة ''نوكيا'' الشديدة على الأسعار متوسط سعر مبيعات أجهزتها المحمولة بمعدل الخمس، وصرح السيد إلوب لـ ''فاينانشيال تايمز''، بأنه سيستمر في ''التقليل من الأسعار''، إضافة إلى الاستمرار في إنتاج منتجات جديدة. يعني أيضًا التدهور في عمليات التليفونات غير الذكية أن هناك القليل من الارتياح لدى الشركة لتتعامل مع آلام إصدار جهاز لوميا الجديد المعتمد على الوندوز.
ويشكك المحللون في قرار ''نوكيا'' باستخدام برنامج ميكروسفت وندوز بشكل حصري في أجهزتها المحمولة بعد المبيعات القليلة عند البداية وعيوب البرنامج التي أعاقت إصداره الأخير أول تليفون ذكي عالي الجودة من منتجاتها في السوق الرئيسية للولايات المتحدة.
لا يزال تليفون ''أبل'' آي فون يسيطر على التليفونات الذكية غالية الثمن والمربحة، مع التحدي الذي لا يزال يأتي حتى الآن من الأجهزة المعتمدة على نظام التشغيل أندرويد المقدمة من ''سامسونج'' وإتش تي سي، ومع العملاء الذين لا يزالون يبطئون حتى الآن من الانخراط مع نظام التشغيل المنافس.
وتعهد السيد إلوب باتخاذ إجراء لإحداث تحسن في المبيعات في 45 بلدا يباع فيها جهاز لوميا الجديد المعتمد على الوندوز، وقال إن المبيعات فاقت التوقعات في الأسواق من بينها الولايات المتحدة''.
وأفاد انخفاض مبيعات تظام التليفون الذكي سيمبيان الذي سيطرح بحلول عام 2016 أن إجمالي مبيعات وحدات التليفون الذكي انخفضت بمعدل النصف لتصل إلى 11.9 مليون في الربع الأول، مع انخفاض إجمالي الربح من الهواتف الذكية ليصل إلى 15.6 في المائة مقارنةً 28.9 في المائة في الربع الأول لعام 2011.
وانخفض صافي المبيعات بنسبة 29 في المائة في الربع الأول ليصل إلى 7.4 مليار جنيه، وواجهت ''نوكيا'' خسارة قبل الضريبة بمقدار 1.5 مليار جنيه من ربح العام الماضي المقدر بـ 340 مليون يورو.
ويبدو أن المستقبل القريب سيكون قاسيًا، مع تنبؤات متشائمة وتحذير المحللين بأن المشغلات التي تصدرها ''نوكيا'' لن تصبر كثيرًا بعد نهاية العام، ولهذا السبب لن يرتضي المستثمرون الانخفاض في سعر أسهمهم.
وتعكس محادثات السيد إلوب عن ''الإحساس الواضخ بإلحاحية بالتقدم باستراتيجيتنا إلى الأمام بسرعة أكبر''، الضغط من أجل تطوير المبيعات.
رغم ذلك، إن هذا ليس في الهواتف الذكية فقط لـ ''نوكيا'' التي تمثل مستقبل سوقها مع الأخذ في الاعتبار التحرك تجاه بيانات الموبيل، لكن أيضًا سوق التليفون غير الذكي الذي يمثل توضيحات ''نوكيا''، ولا يزال ماضيا قريبا بالفعل''.